يقول الشيخ عبد الله بن راضي المعيدي الشمري في شرح هذا الحديث:
أما الأمر الأول: فهو اللعب بالأنساب حينما ينسب الإنسان نفسه لغير أبيه فيقول إنه ابن فلان وليس كذلك, سواء انتسب إلى أب غير أبيه أو إلى جد غير جده, أو إلى قبيلة غير قبيلته فعليه لعنة الله، ورسوله والناس أجمعين, حينما جحد نعمة والديه, وحينما عبث بنسبه وادعى ما ليس له. قبيح اشد القبح أن يتكبر الولد على ابيه .. فيشمئز من اسم أبيه أو نسبه .. فيبد له و يحرفه .. تغيير الإنسان لنسبه فيه جحد لنعمة الله وعقوق للوالدين .. ولهذا فاذا جحد الولد أباه ونسبته إلى أبيه حلت عليه لعنة الله، حينما يعق والده حلت عليه لعنة الله, حينما جحد قرابته وتكبر لأي أمر من الأمور.. كمنصب اومال اوجاه دنيوي .. حلت عليه لعنة الله, حينما غش المسلمين حلت عليه لعنة الله, حينما دخل في قوم وليس منهم. إن الأنساب أمرها خطير, وشأنها عظيم وليس بحقير, ليس طعمة سائغة لكل أحد يعبث فيها أو يغير فيها, فمن كفر نعمة أبيه وانتسب لغير أبيه يريد الغنى أفقره الله, ومن انتسب لغير أبيه يريد العزة أذله الله, ومن انتسب لغير أبيه يريد الكرامة أهانه الله .
وكما أن هذا الوعيد فيمن غير نسبه, كذلك العبث في الأوراق وفي المستندات داخل في هذا, تزوير الشهادات, تزوير الوثائق, العبث فيها كله من العبث في الأنساب, إذا تضمنت نسبًا غير النسب الصحيح, "ومن أعانه" على شيء من ذلك فقد عصى الله ورسوله واعتدى حدود الله, وأعان على ظلم عباد الله.وهنا امرله علاقة بحديثنا واصبح منتشرا بين الكثير ... بل صار من يفعله او يتحدث به لا يرى به بأسا الا وهو الاستهزاء بأنساب المسلمين او جنسياتهم وتقسيم على حسب ألا مزجه والأهواء ... وهذا ليس بقبلي .وهذا مصري وذلك هندي ... وهذا وربي هو الكبر وغمط الناس ... أما علم هؤلاء ان الأنساب لا تساوي عند الله شيئاً مالم تقرن بالتقوى اما علم هؤلاء انه ما ضر بلالاً حبشيته فهو في الجنة يتقلب كيف شاء وما نفع ابا جهل وابا لهب أنهم من صميم العرب وهما في النار يتقلبون ... إن الزمة مع مثل هؤلاء المستهزئين بالأنساب هي أزمة فكر وحضارة ... ومن هنا فمن كان مبتلى بهذه الأشياء وتصنيف الناس فهو جاهلي فيه صفة من صفات الجاهلية كما اخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم )أ.هـ...
وبذلك يتضح ان الشرع قد حذر من تبديل الانساب وتزويرها
أن الشرع المطهر حذر من الانتساب لغير الأب ، فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «من ادعى إلى غير أبيه، وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام. وعن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع النبي ﷺ يقول : «ليس من رجلٍ ادعى لغير أبيه، وهو يعلم إلا كفر...». وعن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: « من ادعى إلى غير أبيه ، أو انتمى لغير مواليه، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً»]).
فتأمل معنا أخي الكريم تلك النصوص الشـريفة، فالنبي ﷺ يحكم تارة على مرتكب ذلك بالكفر، وتارة يحرم عليه الجنة ، وتارة يدعو على مرتكب ذلك باللعنة من الله ومن الملائكة ومن الناس أجمعين، فهل يصح لمسلم عاقل يرجو الله واليوم الآخر بعد هذا أن ينتسب لغير أبيه، أو يدعي نسبا ليس له!!. إننا نجزم تماما أنه لا يقدم على ارتكاب مثل هذه الجريمة البشعة إلا رجل قد ختم الله على سمعه وبصره، وجعل على قلبه غشاوة.
قال ابن حجر ـ رحمه الله ـ معلقا على حديث أبي ذر المتقدم: (وفي الحديث تحريم الانتفاء من النسب المعروف، والإدعاء إلى غيره، وقيد في الحديث بالعلم، ولا بد منه في الحالتين إثباتا ونفيا؛ لأن الإثم يترتب على العالم بالشيء المتعمد له).وعد بعض أهل العلم : الانتساب إلى غير الأب من الكبائر).اقول ويقاس عليه من انتسب لغير قبيلته.
والمقصود من هذا كله : بيان أن العاقل خصيم نفسه، فلو نظر بعين الحق والعدل، فسأل العاقل نفسه: ما هي الثمرة التي سوف يجنيها بمجرد انتسابه إلى غير أبيه؟!! غير استحقاق الطرد واللعنة من الرحمن!. وحرمان دخول الجنان ، إلا أن يظن أحد أنه بمجرد دعوى انتسابه إلى (آل فلان)أنه سيحصل على صك غفران ، يدخل به الجنان ، ويعصم به من النيران؟!. أولسنا مسلمين نقرأ قوله تعالى:﴿ لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ ۚ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ [الممتحنة: ٣] .
(الناس مأمونون على أنسابهم مالم يدعوا الشرفا) كما قال بذلك العلماء ، وهو مروي عن الإمام مالك رحمه الله ، وهذا الكلام لا ينبغي أن يحمل على إطلاقه بحيث تقبل دعوى كل من انتسب إلى العرب ، كما أنه لاينبغي أن يقصر على من أراد الانتساب إلى بيت النبوة ، بل إن ذلك شامل لكل من ادعى نسباً عربيا صحيحاً ،ويدخل في ذلك دخولاً أولياً الانتساب إلى بيت النبوة، قال الشيخ بكر أو زيد رحمه الله : (وقولهم أيضا : الناس مؤتمنون على أنسابهم ، وهو لا أصل له مرفوعا ، ويؤثر عن الإمام مالك رحمه الله تعالى . وههنا فائدة يحسن تقييدها والوقوف عليها وهو أن هذا ليس معناه تصديق من يدعي نسبا قبليا بلا برهان ، ولو كان كذلك لاختلطت الأنساب ، واتسعت الدعوى ، وعاش الناس في أمر مريج ، ولا يكون بين الوضيع والنسب الشريف إلا أن ينسب نفسه إليه . وهذا معنى لا يمكن أن يقبله العقلاء فضلا عن تقريره .إذا تقرر هذا فمعنى قولهم " الناس مؤتمنون على أنسابهم " هو قبول ما ليس فيه جر مغنم أو دفع مذمة ومنقصة في النسب كدعوى الاستلحاق لولد مجهول النسب)أ.هـ
هذا وارجوا من الاخوه المشاركين ان لا يستعجلوا في الحكم على الانساب والاشخاص وتصديق او تكذيب او نفي او اثبات كل من ادعى نسباً فالامر ليس بالتمني ولا بالمجامله ولا بالمكابره وقول البعض نريد ان نوحد ولا نفرق فهذا الكلام يرده الشرع الذي امر بالتبين وقول الحق الذي عنده فيه برهان ودليل من كتب الانساب والمراجع المعتبرة والقرائن الدالة على ما يقول واسال الله التوفيق للجميع واختم بحديث لرسول الله
عن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : {ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر ومن ادعى قوما ليس له فيهم نسب فليتبوأ مقعده من النار}
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إن الصدق يهدي إلى البر وان البر يهدي إلى الجنة, وان الرجل ليصدق حتى يكون صديقا, و إن الكذب يهدي إلى الفجور, وإن الفجور يهدي إلى النار, وان الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا".
رواه البخاري