السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انقل لكم مقاله من جريدة الرياض تحت عنوان طريق حملة اليوس جاليوس ان شاء الله يكون فيها فايده من اراد البحث بتاريخ العوامر
هناك الكثير من المعلومات المفيدة في مقالة أ. شبرنجر عن حملة القائد الروماني اليوس جاليوس على الجزيرة العربية التي وقعت تقريباً عام 18 قبل ميلاد المسيح عليه السلام. يثبت ما جاء في تقرير سترابوا عن تلك الحملة وهو شاهد العيان أسماء أماكن وقبائل وجدت داخل الجزيرة العربية نعدها نحن في غالب الأحيان من الأساطير التاريخية بالرغم من حضور بعض المعلومات عنها في أمهات الكتب التاريخية.
وفي زاوية اليوم نواصل ما جاء في مقالة أ. شبرنجر مترجماً: والأكثر دلالة من أسماء الأماكن هي إفادة سترابو التي أشار فيها إلى أنه حال وصول جاليوس إلى الآبار السبع أو بعد تجاوزها وصل إلى منطقة آمنة. وبقدر ما كانت الغلبة في المصاصة وترج لخثعم، وهي قبيلة يمانية، إلاّ أن هدف جاليوس المعلن كان إخضاع جزء الجزيرة العربية المقابل لاثيوبيا، ولنقل (اليمن) "أما باقي الجزيرة العربية فلم يكن يستحق الامتلاك"، ولذا فمن الطبيعي أن يكونوا أعداء للغزاة. وفي ترج، وإلى الشمال منها، كانت تقطن عدة بطون من بني صعصعة (Banu Cacaa) "بليني سماها بني صعصع"، وهي قبيلة معدية قوية مستقرة، وبالرغم من أن قبيلة معد ربما لم تكن راضية أن يتعرض جيرانها الجنوبيون للإذاء، إلاّ أن أسباب اظهار العداوة للغزاة لديهم أقل.
والغريب جداً أن جوبا (Juba)، صحفي جاليوس فيما يخص مسألة الجزيرة العربية، كان على معرفة تامة بطبيعة قبائل معد التي كان على جاليوس شق طريقه عبر أراضيها، وليس سواها. ومع أن قبائل معد في شرق الجزيرة العربية كانت من أهم وأقوى القبائل، إلاّ أن جوبا يبدو أنه أعطى اهتماماً خاصاً لطرق ووسائل الغزو المرتقب، ومن الممكن أيضاً أن يكون الروم وحلفاؤهم النبطيون قد عقدوا اتفاقاً مع قبائل معد التي نحن بصددها وذلك قبل الشروع في مغامرتهم.
.. وإني ألاحظ بأن ما ذكره المؤلف عن الرومانيين استطراد أسطوري وأن الأسماء الأخرى قد تم تعدادها بترتيب جغرافي من الشمال إلى الجنوب، فيما يلي نستعرض الفقرة بشيء من الإسهاب:
إن بني عوال (أوال) (Owal) يستحوذون على مدينة فدك (Fadak) "قارن بما ورد بالصفحة السابعة والستين من كتاب (Dozy) بعنوان (Die Israeliten Zu Mekka)، عاصمة بنو (Minaeans) منان هي هرم، وهي مدينة يبلغ محيطها أربعة عشر ميلاً. ومكة المدينة الرئيسية لبني مالك، وهي المكان الذي لا يمكن الاستخفاف به، وقرن المنازل أيضاً داخل في ملكهم، وإلى الشرق من قرن يوجد بنو نمير ومدينتهم مأسل، وإلى الجنوب من قرن يوجد بنو عامر، وفي الجبال يقطن بنو جدرة (Jadara) وبنو الياس، وجنوب غرب بنو عامر يقطن بنو باهلة (Bahila)، الآن سأقوم بتتبع تلك العشائر بترتيب متسلسل حسب اتصال واختلاط جاليوس بها، والذي يظهر على العكس مما جاء في الترتيب الوارد في ملاحظة بليني - الجدير بالذكر أن باهلة ليست قبيلة يمنية خالصة ولا تنتمي إلى معد شمولاً. فقبل ثمانمائة كانت منتشرة في إقليم الوشم كاملاً، الواقع شرق الجزيرة العربية - والبعيد عن خط سير تراجع جاليوس ولكن في وقت النبي محمد صلى الله عليه وسلم كانوا يقطونون في بيشة يقطان (Bysha-Yoqtan)، وهو وادي خصب يقع على بعد عشرة أميال شرق ترج. وقد التقى جاليوس أولاً ببني عامر بين صعصعة في المصاصة "قارن ما ذكره الهمداني في الصفحة 150" والتي ربما تكون الشيء نفسه الذي قصد به سترابو الآبار السبع.
وفي ترج كانوا يقتسمون الأرض الزراعية مع خثعم. وتمتد أراضيهم شمالاً حتى الجانب الأيمن لخط سير جاليوس، وصولاً إلى قرن المنازل وإلى نجد شرقاً. إليأس (ILyas) "هذا النطق الصحيح للكلمة حسبما ذكر السهيلي (Sohayly) وليس الياس (Al-yas) وفقاً لما ذكره المتخصصون العرب في علم الانساب هو اسم مؤسس العشيرة.